مدرب كاب ڤيردي يتحدث لـ "كورابيا" عن إنجاز المونديال التاريخي ورسالته لمنتخبات إفريقيا الصغيرة

تاريخ النشر: 22/10/2025
56
منذ 21 ساعة
الرأس الأخضر

في إنجاز يُعَدّ من أبرز مفاجآت تصفيات كأس العالم 2026، نجح منتخب كابو فيردي، بقيادة المدرب بوبيستا، في خطف بطاقة التأهل إلى نهائيات البطولة للمرة الأولى في تاريخه، ليكتب بذلك فصلًا جديدًا ومذهلًا في مسيرة كرة القدم الوطنية.

المنتخب، الذي لطالما وُصف بـ"الحصان الأسود" في البطولات الكبرى، أظهر مستويات فنية وبدنية عالية تحت قيادة بوبيستا، وتمكن من تصدُّر المجموعة الرابعة برصيد 23 نقطة، متفوقًا على منتخبات عريقة مثل الكاميرون، في واحدة من أكثر مجموعات التصفيات تنافسية.

هذا النجاح لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة عمل طويل، وإيمان من المدرب بلاعبيه وبمشروعه الكروي الطموح. شخصية المدرب الهادئة، ولكن الصارمة، وقدرته على بناء فريق جماعي متماسك دون الاعتماد على النجوم التقليديين، كانتا من أسرار هذا التفوق اللافت.

وفي هذا السياق، أجرى "كورابيا" حوارًا خاصًا مع المدير الفني بوبيستا، تحدث فيه عن كواليس التأهل، وأبرز لحظات التصفيات، والخطط القادمة قبل المشاركة التاريخية في كأس العالم.

 المشاعر بعد التأهل التاريخي

أولًا، نُقدِّم لكم أحرّ التهاني على هذا الإنجاز التاريخي! كيف تصف المشاعر التي تعيشها أنت والجهاز الفني واللاعبون في هذه اللحظة، بعد تأكيد التأهل إلى كأس العالم 2026؟

شكرًا جزيلًا لكم، لقد كانت لحظات مذهلة، مليئة بالمشاعر، بُنيت تدريجيًّا، حجرًا فوق حجر، دون أن نحيد عن الطريق لحظة واحدة.

تجاوزنا كل الصعوبات بشجاعة، ولذلك أقول: اللاعبون يستحقون، الطاقم الفني يستحق، الاتحاد يستحق، وشعبُنا قبل الجميع يستحق هذا الإنجاز.

في كل مكان نذهب إليه، نجد الناس فخورين وممتنين بهذا الإنجاز التاريخي لبلد صغير مثل كابو فيردي.

 اللحظة التي لا تُنسى

عندما سجلت كابو فيردي الهدف الحاسم — أو عند إطلاق صافرة النهاية — ما أول كلمة أو فكرة خطرت في بالك؟

أول ما شعرت به كان إحساس "الواجب المُنجز"، شعرت أنني سددت دَينًا كنت أحمله تجاه اللاعبين، معظم لاعبي المنتخب هم من جلبتهم بنفسي، والباقي كانوا معي منذ أن كنت مساعدًا فنيًّا.

قلت لنفسي: "لم أُخْذِل فريقي"، دائمًا ما يكون النجاح ممكنًا إذا عملت بجد وآمنت بقدرتك.

 التعامل مع الضغوط والمباريات الصعبة

كيف تمكّن الفريق من التعامل مع الضغوط في المباريات الحاسمة وتجاوز خصوم كانوا يُعتبرون أقوى على الورق؟

ذلك تحقق بفضل الاتحاد، والشجاعة، والثقة العميقة داخل المجموعة.

لدينا فريق يحترم بعضه بعضًا، لا يتهرب من المسؤولية، يثق بزملائه، ويؤمن تمامًا بخطة كل معسكر وكل مباراة.

نحن لا نركز كثيرًا على اسم الخصم، بل نلتزم بخططنا ومبادئنا، هذا ما يجعلنا متماسكين في كل الظروف.

نقطة التحول في مشوار التصفيات

هل كانت هناك لحظة محورية خلال التصفيات تعتبرها نقطة التحوُّل الحقيقية في طريق الفريق نحو تحقيق الحلم؟

نعم، أعتقد أن مباراة ليبيا، بعد خسارتنا من الكاميرون، كانت نقطة التحول.

رغم أننا قدمنا مباراة جيدة ضد الكاميرون، أضعنا ركلة جزاء وتلقينا أربعة أهداف من كرات ثابتة، وكانت ضربة قوية لنا.

لكننا عدنا بقوة أمام ليبيا وفُزنا، في وقت بدأ الناس يفقدون الثقة في الفريق. كذلك كانت مباراة موريشيوس مليئة بالضغط، خاصة بعد إصابة خمسة لاعبين، لكن الفريق ردَّ بقوة وشجاعة.

 الفلسفة التكتيكية وأسلوب اللعب

ما الفلسفة الرئيسية والأسلوب التكتيكي الذي اعتمدت عليه، خصوصًا في المباريات الصعبة خارج الأرض؟

فريقنا يقوم على أسس صلبة دفاعيًّا وهجوميًّا. لم نستقبل أي هدف على أرضنا طوال التصفيات، وسجَّلنا في كل الملاعب التي لعبنا فيها.

الأساس كان الثقة في الخطة، والتنظيم بدون كرة، والحسم والثقة عندما نمتلك الكرة.

بناء روح الفريق

منتخب كابو فيردي لا يعتمد على نجوم كبار بالمعنى التقليدي، بل على وحدة جماعية قوية، كيف نجحت في بناء روح الفريق بهذه القوة؟

أنا أؤمن أن العلاقة خارج الملعب مهمة مثل الأداء داخله، أقول دائمًا للاعبين: "نبدأ بالاجتماع، ثم نذهب للتدريب".

تسعون دقيقة من اللعب لا تُقارن بعشرة أيام من المعسكر، لذلك العلاقات الإنسانية أولًا.

الاحترام المتبادل بين الجميع — من الجهاز الطبي إلى عمال الملابس — هو أساس قوتنا.

نحن نعامل اللاعبين بصرامة، لكن بإنسانية أيضًا. أنا صديق للاعبين، أسألهم عن أسرهم، عن حياتهم، عن مشاكلهم... لأننا فريق موحَّد قبل أن نكون مجموعة لاعبين.

 اللاعب المفاجأة

ما اللاعب الذي فاجأك أداؤه وتطوره خلال التصفيات وأصبح ركيزة أساسية في الفريق؟

يانيك سيميدو هو من فاجأني أكثر، دخل مباشرة وكأنه كان يلعب مع الفريق منذ سنوات، ورغم أنه شارك في معسكر واحد فقط من قبل، إلا أنه أظهر شخصية البطل.

أيضًا دايلون كان رائعًا، كنا نعرف أن دوره قادم، وقد أثبت قيمته في اللحظة المناسبة.

 الاستعداد لكأس العالم

الآن بعد تحقيق الحلم، كيف ستُغيّر من تحضيراتك للبطولة، وما الأهداف التي وضعتها لكأس العالم 2026؟

علينا الآن أن نُدرك أننا نمثل بلدًا بالكامل، ويجب أن نكون في أفضل مستوى ممكن.

أمامنا وقت، لكن علينا أن نحدد أهدافنا بدقة، ونحترم الخصوم، لكننا سندخل كل مباراة من أجل النقاط.

في كأس العالم، كل شيء ممكن عند انطلاق الصافرة

رسالة إلى المنتخبات الصغيرة

هذا الإنجاز يبعث برسالة واضحة إلى العالم مفادها أن كرة القدم لا تقتصر على الدول الكبرى، ما الرسالة التي تود توجيهها للدول والفرق الأخرى التي تحلم بالوصول إلى كأس العالم؟

رسالتي واضحة: لا تدع حجم علمك يحدّ من حجم حلمك، الموهبة يمكن أن تولد في أي شارع أو ملعب أو جزيرة، وما يصنع الفارق هو الشغف، والانضباط، والشجاعة للاستمرار عندما لا يراك أحد.

وإذا استطعنا نحن، فأنتم أيضًا تستطيعون، كرة القدم عالمية... وكذلك الأحلام.

 الأثر الشخصي والمهني

على المستوى الشخصي، كيف سيؤثر هذا الإنجاز على مسيرتك التدريبية؟

هذه محطة تاريخية في مسيرتي، ليس فقط لأننا وصلنا إلى كأس العالم، بل لأننا تغلبنا على المستحيل بروح الفريق والإيمان.

نعم، هذا يمنحني اعترافًا وفرصًا، لكن الأهم أنني أعرف أنني تركت رسالة أعمق:

بالاتحاد، والعمل الجاد، والإيمان... كل شيء ممكن.

وهذا — بالنسبة لي — أغلى من أي لقب.

اقرأ أيضا

منتخب مصر يواجه الرأس الأخضر لفرض السيطرة على المجموعة.. موعد المباراة والتشكيل المتوقع

انتهت| (الرأس الأخضر 3 - 0 موزمبيق) في كأس الأمم الإفريقية

حمل تطبيق كورابيا الآن

التعليقات
التعليقات السابقة

اشترك فى القائمة البريدية

احصل على مواعيد المباريات والأخبار الأكثر قراءة يوميا